حقوق العمال

حقوق العمال

تؤكد الإمارات العربية المتحدة التزامها الراسخ بالوفاء بواجباتها تجاه جميع الموظفين والعمال ضمن النسيج المتنوع لقوتها العاملة، ويتجلى ذلك بوضوح في تشريعاتها المختلفة على مستوى الدولة، بدءاً من الدستور ووصولاً إلى قانون العمل، إلى جانب حرصها على الانضمام للمنظمات متعددة الأطراف المعنية بحقوق العمال ومعايير العمل، مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية وغيرها.

وترى دولة الإمارات في احترام حقوق العمال ضرورة أخلاقية وثقافية واقتصادية، مما دفعها إلى اتخاذ خطوات استباقية وحازمة لتنفيذ القوانين واللوائح والسياسات التي تُعنى بتحسين ظروف العمل للقوى العاملة في الدولة ومعالجة الثغرات التي قد تشوبها.

وقد حظيت جهود الدولة في هذا الإطار بتقدير عالمي، حيث أشاد جيلبرت أنغبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، بالتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في مجال حقوق العمال، وذلك خلال القمة العالمية للحكومات التي عقدت في فبراير 2023. وقال أنغبو: "كلنا ثقةٌ بأن دولة الإمارات تبذل جهوداً دؤوبة وفعالة لتعزيز حقوق العمال، ولا يسعنا في ذلك إلا أن نحرص على تشجيعها والإشادة بها على الدوام. يُسعدني أن ألمس نتائج هذه الجهود، وفخور بطموح دولة الإمارات وسعيها الحثيث لإصلاح سوق العمل".

الإطار التشريعي

إن الهدف الرئيسي من توفير الحماية التشريعية الشاملة للعمال، وغيرها من آليات الإنفاذ والرصد والإبلاغ، هو ضمان حصول العمال على معاملة لائقة خالية من التمييز. كما تتيح هذه الإجراءات للعمال الإبلاغ بسرية تامة عن أي نزاعات وحوادث إساءة معاملة قد يتعرضون لها.

في نوفمبر 2021، أصدر الرئيس الراحل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المرسوم بقانون اتحادي رقم 33 بشأن تنظيم علاقات العمل في القطاع الخاص، والذي يمنح العمال فرصة تولي العمل المؤقت والمرن والوظائف المستقلة وساعات العمل المكثفة.

ينص القانون صراحةً على حظر العمل القسري، ويمنع أصحاب العمل من احتجاز وثائق الموظفين، ويحظر التحرش الجنسي وأي شكل من أشكال الإساءة البدنية و/أو اللفظية و/أو النفسية للموظفين.

وقد صادقت دولة الإمارات على تسعٍ من اتفاقيات منظمة العمل الدولية، بما في ذلك ست من اتفاقيات إعلان المبادئ والحقوق الأساسية في العمل الصادر عن المنظمة عام 1998.

والتزاماً منها بتحقيق مزيد من التقدم في مجال حقوق العمال، اعتمدت دولة الإمارات الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، مؤكدة حرصها على تنفيذ جميع أهدافه الـ 23، وتطبيق إجراءات استقدام العمالة المتوافقة مع المعايير الدولية؛ وإبلاغ العمال بحقوقهم وواجباتهم قبل مغادرة أوطانهم وعند وصولهم؛ وضمان ظروف عمل آمنة وكريمة لجميع العمال.

القطاع الخاص

استحدثت دولة الإمارات نظاماً ذكياً ومتكاملاً لتسجيل الشكاوى العمالية وضمان تطبيق قانون العمل في القطاع الخاص. ويتيح هذا النظام إمكانية تقديم الشكاوى عبر الإنترنت، مما يلغي الحاجة إلى الزيارات الفعلية، ويتيح الوصول إلى العاملين في جميع المناطق الجغرافية. ويجري تقييم بيانات الشكاوى من قبل نظام "الباحث القانوني الذكي" التابع لوزارة الموارد البشرية والتوطين، مع إمكانية إحالة القضايا إلى إحدى محاكم التقاضي الإماراتية الثلاث في حال لم يتم التوصل إلى تسويات ودية.

القطاع الخاص
الخدمات الرقمية

الخدمات الرقمية

قامت وزارة الموارد البشرية والتوطين برقمنة معظم خدماتها، مما جعلها متاحة لجميع العمال من خلال تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية ومراكز الخدمة. وتوفر الوزارة لوحة تحكم خاصة بأصحاب العمل، والتي تعرض معلومات وافية عن المنشآت والمساعدين المنزليين والإحصائيات والتقارير وبيانات الموظفين وحماية الأجور. وبدوره، يتيح التطبيق الخاص بالوزارة للعمال وأصحاب العمل توقيع المعاملات وإتمامها من أي مكان داخل الدولة دون الحاجة إلى زيارة المراكز، كما يسمح لأصحاب العمل بالاطلاع على بيانات حماية الأجور لكل شهر على حدة، بما في ذلك تفاصيل الدفع.

تطبيق تدبير للعمالة المساعدة: (TAD-BEER) هو قناة رقمية تتيح لأصحاب العمل استخراج تصاريح عمل وتوظيف وتجديد عقود عمل العمال المساعدين، كما تتيح الرقابة على إجراءات وممارسات التوظيف. ويمكن للعمال المساعدين التعرف من خلاله على حقوقهم والتزاماتهم بموجب قانون العمالة المساعدة؛ خدمة واتساب: استحدثت وزارة الموارد البشرية والتوطين قناة جديدة للتواصل مع الوزارة عبر تطبيق واتساب، باللغتين العربية والانجليزية، ويتيح لطرفي علاقة العمل التواصل معها بسهولة ومرونة على مدار الساعة سواء للاستعلام عن طلباتهم ومتابعة الشكاوى العمالية أو الاطلاع على بعض الخدمات التوعوية بشأن حقوق العمالة؛ الرقم المجاني للاستشارات القانونية: رقم 80084 يمكن من خلاله توفير المشورة القانونية للضحايا المحتملين للعمل الجبري، ويتوفر بعدد 22 لغة مختلفة. وتشمل اللغات المتوفرة: هندي، فارسي، مالايالامية، نيبالية، تاميل، البنجابية، صومالي، البنغالية، تركي، حبشي، صيني، روسي، فرنسي، سواحيلي، بلوشي، بشتو، فلبيني، سرياني، تلغو؛ مركز الاتصال: مركز الاتصال الخاص بوزارة الموارد البشرية والتوطين (600890000) المتوفر 24 ساعة على مدار الأسبوع بعدد 19 لغة يفهمها العمال، ويتم من خلاله استلام كافة استفسارات أو شكاوى العمال وأصحاب العمل؛

الالتزام بالصحة والسلامة المهنية

تعطي دولة الإمارات الأولوية لصحة وسلامة العمال من خلال وضع استراتيجية قوية وشاملة في هذا الشأن تسترشد بالمعايير الدولية، كما تتبنى الدولة التطورات التكنولوجية المستمرة للتخفيف من الأخطاء البشرية، وتحرص على توفير التدريب اللازم لمفتشي العمل لحماية العمال في مكان العمل.

كذلك يُلزم أصحاب العمل في دولة الإمارات بتوفير التأمين الصحي لجميع الموظفين، وضمان ظروف عمل آمنة، واقتناء المعدات اللازمة لمنع أي إصابة جسدية أو ضرر محتمل للموظفين.

هذا، وحرصا من دولة الامارات على مكافحة الإجهاد الحراري في مكان العمل، تم في 2005 تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال في الأماكن المكشوفة خلال ساعات الظهيرة وذلك لمدة شهرين تبدأ من مطلع شهر يوليو وتستمر حتى نهاية شهر سبتمبر، وذلك في إطار الاهتمام بتوفير بيئة عمل ملائمة ولائقة للعمال وتطوير وتبني التشريعات التي تضمن حقوقهم في ظل توازن العلاقة مع أصحاب العمل والحفاظ على مصالحهم، إلى جانب تطبيق المبادرات الإنسانية التي تعبر عن قيم مجتمعنا الأصيلة.

الالتزام بالصحة والسلامة المهنية
أبرز الإنجازات

أبرز الإنجازات

الإجازات مدفوعة الأجر: تنص قوانين دولة الإمارات على إلزامية توفير الإجازات مدفوعة الأجر للموظفين والعمال، إلى جانب أيام الراحة، والتأمين الطبي، والإقامة، والنقل، والوجبات، والحصول على الدعم القانوني المجاني؛ نظام التأمين الإلزامي ضد التعطل عن العمل: منذ يناير 2023، بدأت دولة الإمارات في تطبيق نظام التأمين الإلزامي ضد التعطل عن العمل، والذي يحصل الموظفون المؤهلون بموجبه على تعويض نقدي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. ويأتي هذا البرنامج في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم، مع تقليل مخاطر فقدان العمل، حيث يحصل الموظفون الذين يفقدون وظائفهم على إعانةٍ مالية أثناء سعيهم لإيجاد فرصة عمل بديلة؛ نظام حماية الأجور: أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين المرحلة الثانية من نظام حماية الأجور لضمان احتساب ساعات العمل الإضافية وأيام الإجازات في اتفاقيات الأجور على مدار العام، وذلك بهدف توفير الحماية الكاملة لأجور أكثر من 5 ملايين عامل في الدولة؛ نظام الادخار الاختياري كبديل لمكافأة نهاية الخدمة: هو نظــام اختيــاري يتــم من خلالــه اســتثمار المبالــغ المخصصــة لمكافــأة نهايــة الخدمة للموظفين العاملـين في شركات القطـاع الخـاص بصناديـق اسـتثمارية رائـدة ومعتمدة من هيئة الأوراق المالية والسلع، بحيث ينمي مدخرات الموظفين للاستفادة من عوائده الاستثمارية؛ نظام التفتيش الذكي: أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين عام 2016 نظاما ذكيا للتفتيش، حيث يقوم بتصنيف المنشآت المسجلة لدى الوزارة وفقا لمصفوفة مخاطر ومن ثم تحديد أولوية تنفيذ الزيارات التفتيشية؛ التأمين على حقوق ومستحقات العمالة أو الضمان المصرفي عن كل عامل: برنامج تأميني مبتكر بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث بمقتضاه يتكفل صاحب العمل بشراء بوليصة تأمينية عن كل عامل، وتؤمن للعامل حصوله على مستحقاته في حال تعثر الشركة أو عدم قيامها بتسليم العامل لهذه المستحقات. وتمتد وثيقة التأمين لمدة 30 شهراً، وتبلغ قيمتها 137.50 درهم عن كل عامل ماهر، و180 درهماً عن كل عامل محدود المهارة؛

للاطلاع على أحدث الاحصائيات والبيانات المتعلقة بمبادرات سوق العمل يمكنكم تصفح مرصد سوق العمل والذي يشمل أهم المؤشرات التنافسية.

العمال الوافدون

تُعد دولة الإمارات وجهة رئيسية للوافدين، إذ تحتضن خامس أكبر عدد من العمال الأجانب في العالم؛

حلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً من حيث حجم التحويلات المالية الصادرة في عام 2020، حيث بلغت قيمة تحويلات المقيمين في الدولة 35.37 مليار جنيه إسترليني، وفقا لبيانات البنك الدولي. ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى نظام التحويلات المالية الذي يدعم معيشة الأسر والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

يتوافد العمال إلى دولة الإمارات من جميع أنحاء العالم لأسباب عدة؛ منها أن الدولة توفر لهم مسارات هجرة آمنة ومنظمة ونظامية لا يجدونها في أماكن أخرى.

وفيما يتعلق بالبت في النزاعات العمالية وتسريع حصول العامل على مستحقاته، تقوم وزارة الموارد البشرية والتوطين بالفصل النهائي في المنازعات الواردة إليها والمتعلقة بطرفي علاقة العمل بمنشآت القطاع الخاص والعمالة المساعدة ومكاتب استقدامها وذلك في حال كانت قيمة المطالبة موضع النزاع 50 ألف درهم فأقل، بقرارات نهائية تنفيذية، أو متى كانت المنازعة بشأن عدم الالتزام بقرار التسوية الودية السابق صدوره من الوزارة وبغض النظر عن قيمة المطالبة.

العمال الوافدون
العمال المؤقتون

العمال المهاجرون المؤقتون

اتخذت دولة الإمارات عدداً من التدابير الوقائية لحماية حقوق العمال الأجانب، إدراكاً منها لأهمية حماية الفئات الضعيفة، مثل العمال المهاجرين المؤقتين.

وتحظر دولة الإمارات بشكل صارم فرض أي رسوم استقدام على العمال أو الموظفين المحتملين، كما تطبق تدابير مشددة لمنع مصادرة جوازات سفر العمال. إضافةً إلى ذلك، تحرص الدولة على توعية العمال بحقوقهم والتزاماتهم الوظيفية وطرق الإبلاغ عن الانتهاكات من خلال ورش العمل المنعقدة في مراكز "تدبير" و"توجيه" الرسمية والمعتمدة. كما يمكن للعمال الإبلاغ عن الأجور غير المدفوعة، حيث تتوفر لهم خدمات المساعدة بـ 13 لغة مختلفة. وتُجري دولة الإمارات عمليات تفتيش منتظمة ومستمرة على مساكن العمال، وبإمكانها تعليق تراخيص العمل أو إحالة الشركات إلى الإدعاء العام في حالات المخالفات.

العمالة المنزلية

تدرك دولة الإمارات أهمية حماية حقوق العمالة المنزلية؛ إذ ينص القانون الاتحادي الإماراتي رقم 9 لعام 2022 على أحكام صارمة لتنظيم عمل وكالات الاستقدام وأصحاب العمل، ويحدد بوضوح التزاماتهم تجاه منع استغلال العمالة المنزلية.

وتحمي الدولة المساعدين المنزليين على وجه التحديد من الاستغلال المالي وسوء المعاملة والتحرش والعمل القسري، وتضمن حقوقهم أمام القانون. ويُلزم القانون الإماراتي أصحاب العمل بإطلاع العامل المنزلي الذي يسعون لتوظيفه حول شروط العقد وطبيعة العمل ومكان العمل والأجر والإجازات اليومية والأسبوعية. ويشترط القانون إبلاغ العامل بهذه المعلومات قبل استقدامه وقبل مغادرته الوطن.

وبالإضافة إلى الحماية العامة التي يتمتع بها جميع الأفراد في دولة الإمارات، ينص القانون على مجموعة إضافية من الحقوق المخصصة للعمالة المنزلية، بما فيها الحق في الحصول على 12 ساعة من الراحة اليومية على الأقل، والحق في الحصول على تكاليف علاجهم الطبي، والحق في الحصول على قيمة تذكرة العودة إلى وطنهم مرة كل عامين.

وينص القانون أيضاً على أن يوفر صاحب العمل للعمالة المنزلية خياراتٍ مناسبة من السكن ووجبات الطعام، ويحظر عليه الاحتفاظ بالأوراق الثبوتية للعمالة، مثل جوازات السفر وبطاقات الهوية وغيرها.

ويتعين على العمالة المنزلية استيفاء شرط الإحاطة الإلزامية قبل استئناف مهامهم، والذي يضمن إلمامهم بالقوانين، وتعريفهم بالآليات المعمول بها لتحقيق العدالة في حالات النزاع، وضمان حصولهم على مستحقاتهم من خلال آليات تسوية المنازعات التي تطبقها وزارة الموارد البشرية والتوطين.

العمالة المنزلية