اليوم العالمي للتسامح هو يوم مهم، يُذكّر العالم بالأهمية المتزايدة للتفاهم العالمي واحترام الحياة البشرية، ولكي يكون المجتمع العالمي فعّالًا؛ يجب أن يكون مفعّمًا بروح التسامح والأخوة الإنسانية، لأن تحقيق النجاح المنشود يتطلّب مشاركة الجميع، بغضّ النظر عن اختلافاتهم أو خلفياتهم".
معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بمناسبة "اليوم العالمي للتسامح".
في عالمٍ مُضطربٍ يشهد تعصبًا متزايداً في مختلف بِقاع العالم، تتجلّى أهمية اليوم الدولي للتسامح، خاصةً في هذه الأوقات الراهنة.
وتُشير "اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان" إلى أن الكثير من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تتضمن التسامح، ووصفته بأنه "مكوّن ضروري لمجتمع عادل يقوم على المساواة"، وفي ميثاق الأمم المتحدة (1945)، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، وإعلان فيينا (1993)؛ يُشير التسامح إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تحمي سيادة القانون وتضمن تعزيز حقوق الإنسان.
وفي الفقرة (3.1) من إعلان اليونسكو لسنة 1996، يُنظر إلى التسامح على أنه أمر جوهري في حقوق الإنسان، وهو "موقف نشط للاعتراف بحقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية للآخرين"، فهو ينطوي على نبذ الدوغمائية ويُعزّز المعايير التي تنصّ عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
إن التسامح ليس مجرد واجب أخلاقي متأصّل في كلّ فرد، أو التزام مجتمعي يجب على المجتمع الوفاء به، بل هو مطلب سياسي وقانوني يلزم من خلاله اتخاذ إجراءات حكومية ضدّ التمييز وأعمال التعصّب العنيفة.
وتولي "اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان" أهمية كبيرة لعمل "مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان" في مواجهة جذور التعصّب، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وخلق بيئة خالية من العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب، وإن اعتماد المبادئ المنصوص عليها في قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 يُمثل مجموعة قوية من حقوق الإنسان التي تعدّها دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة في مكافحة التعصب والكراهية بين المجتمعات وداخلها في جميع أنحاء العالم.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، باستضافتها وتوقيعها على وثيقة الأخوة الإنسانية، تفتخر بكونها مكانًا آمنًا لجميع من يعيش على أرضها، دون تمييز في العرق أو الدين، وقد التزمت بعدم التسامح مطلقًا مع التمييز أو أعمال التعصّب التي تتعارض مع مبادئها.
وتنص مبادئ اليونسكو بشأن التسامح وقيمه على أنه " الوئام في سياق الاختلاف"، "وهو الفضيلة التي تسمح بإرساء السلام و تسهم في استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام".