جنيف في 16 مايو / وام / نظّمت بعثة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، وبالتنسيق مع اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فعالية على هامش استعراض التقرير الوطني الرابع لدولة الإمارات لحقوق الإنسان في إطار مشاركتها في الدورة الثالثة والأربعين للفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل تناول فيها المتحدثون ما يتعلق بالاستجابة الصحية لجائحة “كوفيد-19” والدور الإنساني لدولة الإمارات وطنياً وإقليمياً ودولياً.
واستعرض وفد دولة الإمارات جهود الاستجابة الوطنية لـ "كوفيد-19" كنموذج متفرد وقصة نجاح ملهمة على مستوى العالم، والتي تبرز استعداد دولة الإمارات من خلال رؤية قيادتها الحكيمة وبنيتها التحتية والتكنولوجية، وتكاتف الجهود الوطنية الحكومية والمجتمعية، والتخطيط والنهج الاستباقي، والمرونة المؤسسية للقطاعات الحيوية، وفي مقدمتها القطاع الصحي، في دعم الجهود التي بذلت لاحتواء الجائحة.
وعكست مداخلات المتحدثين ما يتعلق بخبرة دولة الإمارات المتراكمة في إدارة الأزمات، والجاهزية المستدامة لمواجهة التحديات كافة عبر دعم استمرار انسيابية العمل وكفاءته في مختلف القطاعات بالاعتماد على البنية التحتية المدعومة بالتقنيات والتكنولوجيا ذات المواصفات العالمية ومن أبرزها تطبيق الحصن كمنصة رقمية رسمية لاختبارات كوفيد- 19 والذي حصل على جوائز عالمية تقديرا لكفاءته المتميزة.
وتناولت الفعالية المساهمات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات للدول التي كانت في أمسّ الحاجة إلى الدعم والمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد-19، كونها شكلت تحديا صحياً عالمياً غير مسبوق ومثلت علامة فارقة محليا وعالميا، حيث كانت دولة الإمارات في مقدمة جهود العمل الإنساني واكتسبت سمعة عالمية ومكانة دولية متميزة في حقل العمل الخيري والإنساني المؤسسي.
كما تناولت الفعالية إطلاق دولة الإمارات "صندوق الامارات وطن الإنسانية" بهدف توحيد الجهود الوطنية للتصدي للجائحة وتجسيد مضامين التلاحم المجتمعي الذي يسود مجتمع الدولة والمبادرة الإنسانية لرعاية أسر المتوفين بسبب الفيروس من جميع الجنسيات في الدولة بالإضافة إلى المساعدات الطبية والأجهزة التنفسية وأجهزة الفحص وإنشاء مستشفيات ميدانية في عدة دول.
وشهدت الفعالية التي أقيمت بمقر الأمم المتحدة في جنيف مشاركة سعادة الدكتور سالم الدرمكي، مستشار وزير الصحة ووقاية المجتمع عضو اللجنة الوطنية الدائمة لحقوق الإنسان، والدكتورة لبنى علي الشعالي، مديرة إدارة سياسات الصحة العامة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومحمد الحوسني، مدير القيادة والتمكين في” مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب“، ووفاء عيسى الزعابي، مدير مكتب الدبلوماسية الإنسانية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور ديفيد هادلي، الرئيس التنفيذي لشركة إن إم سي للرعاية الصحية، وممثل من مؤسسة تكاتف.
وسلط وفد دولة الإمارات الضوء على النموذج الرائد الذي انتهجته السلطات المعنية في إدارة وحوكمة جهود مواجهة الجائحة العالمية وتخفيف تداعياتها على المجتمع، وكذلك ما أدّته جهود دولة الإمارات من دور فاعل على الصعيد العالمي إذ كانت الشريان الرئيس للعمليات اللوجستية، ومساهمتها المشهودة في جهود اكتشاف وتطوير أدوية ولقاحات لمكافحة فيروس كوفيد-19 والوقاية منه، إلى جانب العديد من الإنجازات العملية التي حققتها في هذا الصدد.
واستعرض الوفد كذلك تجربة دولة الإمارات في إدارة مرحلة التعافي المستدام من الجائحة بما اتخذته من إجراءات عملية تجمع بين الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تحافظ على صحة المجتمع وتطوير العمل الحكومي ومنظومة إدارة الأزمات وجعلها أكثر جاهزية واستعداداً للمستقبل.
جدير بالذكر أن المداخلات خلال الفعالية أكدت أن جائحة كوفيد-19 أثبتت للعالم أن المخاطر والأزمات الصحية لا تعرف حدوداً ولا يمكن لأي بلد بمفرده مواجهتها، كما أوضحت أن الإجراءات المنسقة والأنظمة الشاملة العالمية تلعب دوراً حيويا في حماية المجتمعات المحلية وتعزيز قدرة البلدان على إدارة الأزمات الصحية والتغلب عليها، وتطرقت أيضا إلى أهمية التعاون وحماية حقوق الإنسان في ضمان تحقيق استجابة فاعلة وناجحة.