أبو ظبي، 23 نوفمبر 2023
أقامت "أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية"، بالتعاون مع اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فعالية لإحياء يوم الطفل العالمي تحت شعار "من التعبير إلى الانجاز: إعلاء صوت الأطفال"، حضر الحفل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وأعضاء السلك الدبلوماسي، والمنسق المقيم للأمم المتحدة وممثلون آخرون للأمم المتحدة في دولة الإمارات، وأعضاء اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان، وممثلو وكالات حماية الطفل، والمجتمع المدني، والطلاب والأطفال.
وقالت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام لـ "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة" في كلمتها الافتتاحية، إن مسألة حقوق الإنسان بشكلٍ عام وحقوق الطفل بشكل خاص ليست بالشيء الجديد علينا، فقد عهدنا الحفاظ على هذه الحقوق منذ فجر التاريخ، وأرسى دعائم نهج رعاية والعناية بحقوق الأطفال الوالدُ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسارَ على هذا النهج القويم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".
وأشارت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي إلى دور "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة| الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 2003 وتَرأَسه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، باعتباره مكلفاً بالإشراف على الاستراتيجية الوطنية لإدارة جميع الجوانب المتعلقة بالأمومة والطفولة، بهدف رفع مستوى الرعاية والدعم المقدم للأمهات والأطفال في مختلف القطاعات، واستعرضت عدداً من البرامج والمبادرات والاستراتيجيات التي يعمل عليها المجلس مع شركائه لتعزيز حقوق الطفل.
وأضافت أن هذه الجلسة فرصة للتأكيد على ضرورة الحفاظ على هذه الحقوق والسير على نهج قادتنا في تعزيز منظومة حماية الأطفال وضمان توفير حقوقهم كافةً.
وأوضحتْ أن الجلسة تعكس قوة "شراكاتنا العالمية والالتزام المشترك تجاه رفاهية الأطفال في عالم غني بالتنوع والتحديات المشتركة، في وقتٍ تزدادُ أهمية التعاون الدولي والأطر القانونية أكثر من أي فترةٍ مضتْ" مشيرةً إلى ضرورة الاقتداء بالمبادئ والقيم التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتعاون مع المؤسسات العالمية في هذا المجال، "فهدفنا هو تنشئة أجيالٍ تمثل مصدر فخرٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتساهم بفعاليةٍ في صنع عالم يقدر السلام والكرامة".
وشددت على دور الأسرة، التي يقع على عاتقها تنشئة الأطفال وتوعيتهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم، من أجل مساعدتهم وتوجيههم وتقوية عزيمتهم وقدرتهم على التحمل والتطور، لافتةً إلى أهمية العودة لما نشأت عليه الأجيال الماضية من اهتمام بالأسرة ورعايتها، والحفاظ على العادات والتقاليد والأخلاق الرفيعة.
بدوره، قال سعادة نيكولاي ملادينوف "إن حدث اليوم هو بمثابة خطوةٍ للشروع في رحلة عميقة تكشف للمشاركين الاستراتيجيات والمنهجيات التي توضّح كيف يمكن من خلال رعاية أصوات الأطفال وإعلاءها أن نتوصّل إلى نتائج ملموسة وإيجابية، كما يمكن لنا من خلال احتضان هذه التعبيرات والاحتفاء بها، أن نضع الأساس لمجتمع يتفاعل بشكل متناغم مع وجهات نظر أعضائه الأصغر سنًا".
وجمعت الجلسةُ عضواً من "المجلس الاستشاري للأطفال" وعضواً من "برلمان الإمارات للأطفال"، لتبادل وجهات النظر حول حقوق الطفل، والعمليات التشاركية المتاحة لأطفال في الدولة وعرض تجاربهم ذات الصلة بتنفيذ اتفاقية "الأمم المتحدة لحقوق الطفل" في الممارسة العملية.
من جهتها، أكدت شهد السبوسي رئيسة "المجلس الاستشاري للأطفال" التزام دولة الإمارات بحماية حقوق الطفل، مشيرةً إلى أن المجلس الاستشاري للأطفال في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، يُمثل جزءًا حيويًا في منظومة تعزيز حقوق ورفاهية الأطفال في دولة الإمارات، حيث يعمل المجلس كمنصة فعالة لإشراك الأطفال في العمليات التي تؤثر على حياتهم، لضمان أن يكون لهم صوت نشط في صنع القرارات.
وأضافت السبوسي أنه من خلال تعبير الأطفال عن آرائهم، ساهم المجلس في تطوير سياسات وبرامج تلبي احتياجات وتطلعات الأطفال، مضيفة أنّ المجلس يقوم بدورٍ مهمٍ في نشر الوعي حول حقوق الطفل وتوفير الأدوات اللازمة لتنمية مهاراته في الاتصال والتفكير النقدي، بهدف إعداد جيلٍ قادر على المساهمة بشكل فعال في المجتمع.
وقال عبدالله بدر العلي، عضو البرلمان الإماراتي للطفل، رئيس لجنة شؤون التعليم والشباب والرياضة والثقافة والإعلام بفي الدورة السابقة، إن الدولة قدمت تعليمًا عالي الجودة ورعاية صحية شاملة للأطفال، مشيراً إلى أنّ البرامج التعليمية تشجع على التفكير والإبداع وتساعد الطفل على استكشاف مواهبه وتعزيز الثقة بأنفسه.
وأشاد العلي بالجهود المبذولة في الإمارات لتوفير بيئة نمو صحية للأطفال، من خلال توفير فرص للّعب والأنشطة الرياضية والفنية، والتي تعتبر جوهرية للنمو العقلي والبدني للأطفال، مؤكداً أن دولة الإمارات قامت ببناء أساس قوي لمستقبل الأطفال، وتركز على الاستثمار في الجيل القادم من خلال توفير منصات تمكن الأطفال من التعبير عن آرائهم والمشاركة في المبادرات المجتمعية، وتشجعهم على اتخاذ دور فعال في المجتمع وعلى تطوير مهارات القيادة، ما سيساعد في بناء مستقبل مزدهر للإمارات ولأطفالها.
من جهتها أكدت الطفلة غاية الأحبابي، سفيرة اليونيسف لمؤتمر الأطراف "COP28" لليافعين، أن حقّ الطفل في العيش ضمن بيئة نظيفة ومستدامة يُمثل أحد أهم الأولويات التي تركز عليها دولة الإمارات وتلعب من خلاله دورًا رياديًا في هذا المجال، حيث أنها تُعتبر من الدول السباقة في تبني سياسات الاستدامة وحماية البيئة، وتعمل على تنفيذ مشروعات كبرى للطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة.
وأضافتْ غاية الأحبابي أن "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة" أعلن أنّ عنوانَ "يوم الطفل" الإماراتي لهذا العام هو "حق الطفل في بيئة مستدامة"، كما أن الإمارات تعمل جاهدة على تقديم برامج تعليمية شاملة تركز على البيئة والاستدامة في المدارس، وتهدف هذه البرامج إلى توعية الأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة وتشجيعهم على اتخاذ خطوات فعالة في هذا المجال من خلال الأنشطة العملية والمبادرات البيئية، كما تقوم بتنظيم فعاليات ومؤتمرات دولية لمناقشة قضايا البيئة والاستدامة، ما يعكس التزامها بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وحصلت الطفلة غاية الأحبابي سابقاً على جائزة البيئة للطفل المقدمة من المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي. وأسست فريقا يدعى فريق "البراعم الخضراء" الذي يهتم بالاستدامة ويقوم بمبادرات وحملات وتقديم ورش بهذا الخصوص.
من جانبها، أضافت الخبيرة الأكاديمية في مجال حقوق الطفل الدكتورة كريستين باكر منظوراً إضافياً حول الأولويات الرئيسية والقضايا العالقة في هذا المجال على المستوى العالمي، وخاصة فيما يتعلق بالتقدم الذي أحرزه العالم في تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل.
وقالت الدكتورة باكر: "لقد كان من دواعي سروري الحقيقي أن أشارك في المحادثة اليوم، وكان من المثير للاهتمام بشكل خاص أن نسمع من ممثلي الشابين، شهد وعبد الله، كيف يمكن للأطفال في دولة الإمارات إسماع أصواتهم وممارسة حقهم في المشاركة على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل، ولقد أُعجبتُ بصراحتهم بشأن ما يمكن القيام به لتحسين رأي الأطفال في الأمور التي تؤثر على حياتهم اليومية، وأعتقد أنّ المبادرة التي اتخذتها "اللجنة الدائمة لحقوق الانسان" و"أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية"، بتنظيم هذه المحادثة العامة حول حقوق الطفل، وغيرها من الأحداث المماثلة القادمة حول حقوق الإنسان بشكل عام مشجعة للغاية، مشيرة إلى أنّ "المعهد البريطاني للقانون الدولي والمقارن" سعيدٌ بالمساهمة في هذه الفعالية، نظراً لأهميتها البالغة في رفع مستوى الوعي العام حول "حقوق الإنسان".
وتطرقت الجلسة التي أدارتها السيدة هند العويس مديرة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان إلى التذكير بشعار يوم الطفل العالمي "لكل طفل كل حقوقه"، مؤكدة التزام دولة الإمارات بتعزيز وحماية حقوق الأطفال وضمان مشاركتهم في القرارات التي تساهم في صنع مستقبلهم.
وتُعدُّ هذه المناقشات الأولى في سلسلة من الأحداث التي تتناول مختلف المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان، بهدف نشر الوعي، والنظر في التقدم المحرز والاستراتيجيات لتحقيق مزيدٍ من التقدم في دولة الإمارات العربية المتحدة.